الأحد، 23 ديسمبر 2012

السلطة المطلقة ...مفسدة مطلقة



مفسدة حكم الشعب!

تعتبر البلديات النواة الرئسية للتنمية المحلية باعتبارها قريبة من المواطن ولقد وضعت أساسا بهدف تسير شؤون الأشخاص القاطنين بها وتحسين وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية والصحية وكذا ترقية المحيط الذي يعيش فيه الساكنة فهم يعيشون ويعانون يوميا من مشاكل شتى كالسكن،العمل، نقص المرافق الصحية ...الخ ويتم التسيير على أساس إتباع نظام ألامركزية.
يعتبر رئيس المجلس الشعبي البلدي بمثابة رئيس الجمهورية من الناحية النظرية في إقليم بلديته لأنه يمتلك الشرعية والمشروعية من شعب اختاره بطريقة ديمقراطية ولكن ما نشهده اليوم للأسف هو تقزيم لدور رئيس البلدية ومجلسه فلقد أصبح تحت رحمة والي الولاية بعد تجريده من العديد من صلاحياته ولتقريب الصورة أكثر لقد أصبح رئيس البلدية موظفا عنده وتحت وصايته رغم أن الوالي معين بمرسوم رئاسي والمير منتخب.
إن العدد الذي ذكرته الشروق عن فضائح فساد رؤساء البلديات فيه الكثير من المبالغة هذا لاينفي وجود فضائح فساد ولكن الاغلبية الساحقة تتم تبرئتهم من التهم المنسوبة إليهم مثل رئيس بلدية طولقة بولاية بسكرة وخثير محب الذي أسالت قضيته حبرا كثيرا والسؤال الذي يتبادر إلى ذهني لماذا هذا التركيز على الاميار وكأن الولاة ملائكة أو لانهم محسوبين على الرئيس لا يخطئون وأياديهم موشحة بالبياض وماجعل الفساد مستفحلا في الجزائر هو قانون محاربة الفساد نفسه يكرس الفساد ويشجعه .
إن ما يحدث ألان في بلدي الحبيبة هو التخلي على فكرة حكم الشعب فكل ماينسب للشعب وله علاقة به يعتبر فسادا رغم أن الدولة بمثابة الأب والشعب بمثابة الابن فلها سلطة الرقابة والتوجيه وسن القوانين التي تنظم المجتمع وتعمل على ازدهاره وللأسف الشديد صار الفساد شعارا للجمهورية بامتياز !!!!!!