الثلاثاء، 17 أبريل 2012







حال العلم في يوم العلم
العِلْـمُ هو منظومة من المعارف المتناسقة التي يعتمد في تحصيلها على المنهج علمي دون سواه، أو مجموعة المفاهيم المترابطة التي نبحث عنها ونتوصل إليها بواسطة هذه الطريقة ولهذا الأخير أهمية بالغة لصناعة النهضة  
إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر*الحلم الموءود*

يؤخذ على منظومتنا التربوية عدم مسايرتها للتطورات الحادثة على المستوى الدولي و الداخلي لاعتمادها على أساليب تقليدية مبنية على التلقين في حين أن التعليم في الوقت الحاضر يعتمد على التفكير و التحليل و منه تنتقل إلى مرحلة الإتقان و الإبداع الفكري و العملي.

كما يؤخذ عليها انغلاقها و عدم تفتحها و تميزها بالأدلجة خاصة الإسلامية منها في حين أن العالم يسير نحو الانفتاح و خاصة بعد تطور الوسائل التكنولوجية الحديثة
 وهذا ان دل على شي إنما يدل على أن الإصلاح في الجزائر هو إصلاح سياسي  وليس إصلاح تربوي وهذا م ماتمخض عنه عدة مشاكل نذكر ها على سبيل المثل لاالحصر :
إشكالية التسرب المدرسي: حيث يلاحظ تفشي لهذه الظاهرة على جميع المستويات التعليمية خاصة بالنسبة للذكور و ذلك لجملة من الأسباب على رأسها أن التعليم في وقتنا هذا لا يؤدي إلى نتيجة مرضية من الناحية المادية فأكبر نسبة للبطالة توجد بيم خريجي الجامعات كما ان فتح مجالات مهنية لا تستدعي تكوينا علميا عاليا أدى بالشباب إلى ترك التعليم و التوجه للانخراط في هذه المجالات و التي على رأسها الشرطة و الجيش.

‌إشكالية العنف المدرسي: فالملاحظ أن جرائم الضرب و الجرح و القذف و حتى القتل أصبحت من الظواهر المتفشية في مؤسساتنا التربوية و هذا ليس من قبيل الصدف و إنما هو نتاج تفاعلات اجتماعية و سياسية و اقتصادية أدت إلى استفحال هذه الظاهرة التي لا يمكن معالجتها قضائيا أو إداريا و إنما من خلال معالجة أسبابها.
 إشكالية تأطير: تعتبر إشكالية التأطير إشكالية الإشكاليات فأغلب المؤطرين ليس لديهم مستوى تعليمي عالي الأمر الذي حد من أدائهم التعليمي ناهيك عن التربوي هذا من جهة، من جهة ثانية تعاني المؤسسات التربوية من نقص التأطير و في سبيل تغطية العجز تلجأ إلى سياسية الاستخلاف التي تجعل من عطاء المؤطر محدود لعدم ارتباطه بمنصب عمل دائم لكونه في حالة بحث عن عمل الأمر الذي يجعل علاقته بمنصبه علاقة ميكا***ية و ليست علاقة عضوية تفاعلية. المسألة الأخرى التي يمكن إدراجها تحت هذا العنصر هي الظروف المهنية و الاجتماعية التي يحياها المؤطرون و التي لا تسمح لهم بإعطاء اهتمام أكبر لعملهم و المتمثل في التأطير و التكوين.

إشكالية فراغ: و هي من الإشكالات العامة، حيث أن مسألة تأطير التلاميذ خاصة خارج أوقات التعليم الرسمية تبقى عملية فردية و غير جماعية أو مؤسساتية. و ذلك رغم إقامة النوادي و المراكز الثقافية إلا أنها غير جاذبة سواء للتلاميذ و حتى للشباب نتيجة التسيير البيروقراطي الطاغي عليها، مما جعل الملاذ الأهم و الأمن لهم هو الشوارع و الأحياء الشعبية و السكنية وكل هذه الاشكاليات نتج عنها .
جامعات الجزائر في أخر جدول التصنيفات العالمية  في آخر تصنيف للجامعات عبر العالم لشهر جويلية 2011، حصلت الجزائر في أفضل تصنيف لجامعاتها على الرتبة 2142 وهي لجامعة منتوري قسنطينة ثم جامعة أبو بكر بلقايد بتلسمان في الرتبة  2576 ثم جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين في الرتبة 3286 في حين جاءت آخر جامعة  جزائرية ظهورا في الرتبة 11858، وهي المركز الجامعي بخنشلة  طبعا هذا من أصل 19403 جامعة في العالم ضمن الترتيب، وبطبيعة الحال، لم تظهر جامعة تبسة في التصنيف على الإطلاق، ليس هي فقط، بل مجموعة كبيرة من الجامعات الجزائرية، فلم يظهر في الترتيب سوى 26 جامعة جزائرية من أصل 84 في الجزائر موزعة بين جامعة ومركز وملحقة ومعهد وطني، أما على المستوى العربي فلا تظهر أي جامعة عربية من أصل أفضل 100 جامعة، وتظهر أول جامعة عربية في ترتيب أفضل 200، أما على مستوى أفضل 1000 جامعة في العالم فلا تظهر سوى 5 جامعات عربية فقط من أصل 398 جامعة!!!!!، هذا واحتلت جامعة الملك فهد المرتبة الأولى عربيا وجاءت الجزائر في المرتبة 23 في ترتيب أفضل 100 جامعة عربية؛ وذلك بعد السعودية التي إحتلت جامعاتها المراتب الخمسة الاولى، ثم لبنان والكويت ومصر والأردن والإمارات وسلطنة عمان وقطر وفلسطين والسودان، أما في أفضل 100 جامعة على مستوى أفريقيا فقد جاءت جامعة قسنطينة في المرتبة العشرين بعد أن إحتلت جامعات جنوب إفريقيا المراتب السبعة الأولى وكانت مصر أفضل جامعة عربية على المستوى الإفريقي في المرتبة الثامنة.
 

حلحلت المشكل المصارحة والمصالحة هما مربط الفرس
إنّ الاعتراف بالخطأ فضيلة، و التّخلّص من النّرجسية القاتلة باعتماد المصارحة و المصالحة يقود إلى إيجاد أولى الحلول على طريق وضع سياسة تعليميّة ناجعة ذات رؤية واضحة بما يضمن حق الأجيال في تعليم ذي نوعية جيّدة. إنّ الوضع الرّاهن للتعليم في الجزائر على الرّغم من سوداويته إلاّ أنّ بعض الأمل لا يزال قائما في تجاوز المرحلة باستدراك الوضع و اختيار سلطة عامّة تتميّز بالكفاءة و يقع على عاتقها تنظيم وتحديد الخيارات لسياسة تعليمية عامّة ترسم الاتجاهات، تستشرف المستقبل، وتكون في مستوى التّطلعات و الرّهانات المستقبليّة، و ذلك بإشراك جميع الكفاءات و القدرات و المواهب دون إقصاء أو تهميش، ودون ذلك سيبقى مستقبل الأمة الجزائرية في خطر.

     بن علي من أعداد الأستاذ/ مزغيش محمد
                      بسكرة في 16-04-2012         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق