السيرعلى خصل الشعر بقلم الأستاذ :محمد بن علي مزغيش
كلنا صفحات متطايرة من أوراق الدهر الكظيم ،بعض وريقات عمرنا
تحملها النسمات وتحضنها السموات
بشغف كحنين الطفل الباكي لحضن الأم الدافئ في ليالي الشتاء وأخرى تبعثرها العثرات ورياح
السموم ألافحة تخنقنا العبرات وتخدش أجسامنا
الغضة دموع أرواحنا النائحة على قسمات الكتاب
في هذه الحياة نجري على خصال شعرها
الأزلي باحثين عن إكسير السعادة علنا نسقى منها فلا نظمأ بعدها أبدا من يستطيع فك طلاسم الحزن
الجاثم على تيجان زهور أحلامنا لكي تتفتح
ويفوح أريجها وتزهر نفوسنا قبل أجسادنا، قد يقول البعض إن السعادة هي مشروب الملوك
والنبلاء ليس متوفرا للعامة لكن مكوناته متوفرة للجميع الفرق الأوحد في التركيبة
والمقادير وأنامل العطار فمنا من يرى
سعادته في حواه وأخر في نجواه مع بارئه وآخرون يلهثون وراء ساحر اسمه زينة الحياة
فيضيعون الخطى كخبط عشواء حتى ينقضي بهم العمر فيسحرهم إلى مسوخ
بشرية وتنتهي حياتنا ونحن نبحث عن سعادة
حقيقية
فالاجدر بكل عاقل ان يحدد اين هي سعادته ليعيشها فلا يمضي به العمر هباء .وهذا العاقل اكيد سيهتدي الى ان سعادته تكمن في حب خالقه واتباع شرعه وهي نبيه عليه الصلاة والسلام ،فيستمتع بالرضى عن نفسه وهو يخوض غمار تجربة الحياة لايهزه ما حل به من كدر ولا يلهيه ما جاءه من نعم.فهذا حال المؤمن السعيد حقا.
ردحذف