الجمعة، 15 يونيو 2012

وريقات من شجرة حياتي


حكــــــــاتي مع الزمن...
تاهت مني الكلمات وتمرد أسطول ذكرياتي عندما أمرته للتقهقر للوراء ظنا منه انه جبن ولكنها قمة الشجاعة  لما تكبح عجلة التاريخ وتبقى صامدا  في وجه الزمن كالجبل الذي يقاوم حت الرياح.
-قررت إن أبدا سيناريو حياتي الماضية في الثاني والعشرين من شهر  يوليو س عام 1982 خرجت إلى الحياة مستعجلا قبل ثمانية أسابيع لم يتعدى وزني الكيلوغرام الواحد لما رأتني والدتي قالت ما هذا الشئ ؟ أهذه شخصية من الشخصيات الكرتونية .  
مرت الأيام وتسارعت الفصول وأصبحت الشخصية الكرتونية لحما ودم  ولابتسامة الملائكية ملأت البيت دفئا وسعادة  وكما يقول المثل الحلم  لا يكتمل لما بلغت ربيعين من عمري  أصبت بمرض التهاب السحايا وكان والدي آن ذاك طالبا في المدرسة الوطنية لتكوين القضاة بالجزائر  وكانت عائلته فقيرة تصارع من اجل لقمة العيش كيلا يفترسها شبح الجوع  فالعلاج في ذلك الوقت كان من الكماليات، أكمل الوالد تربصه وعين في مدينة الوادي وعند بلوغي ست سنوات  اخذنى والدي رحمة الله عليه إلى مكان ملئ بالكراسي و العكازات  وقال لي اختر آلة ترافقك طول عمرك شعرت ذالك الوقت إنني تحولت مرة أخرى إلى شخصية كرتونية. 
دخلت المدرسة وكان أخي الأكبر مني ب365 يوما يصارع أمواج الرمال الذهبية  التي أثقلت عجلات ألتي الجديدة  وأضعفت سواعده الصغيرة . عندما دخلت القسم أول مرة رسمت على وجوه زملائي نظرات حائرة ما هذا التلميذ الجديد؟ وسرعان ما مرت الأيام وتقبل زملائي الوضع الجديد  تغيرت النظرة الحائرة ولكن لم تتغير نظرة الشفقة  وهذا ما جعلني متمردا ناقما على الحياة لماذا هذه الآلة الملعونة؟  لماذا أنا سجين آلة؟ لماذا لا امشي و أتمتع كالآخرين بطفولتي لن انتقم من الحياة لكن سوف انتقم من نفسي  فقررت أن لا اهتم بدروسي وكانت نتائجي في السنة الاولى ابتدائي كارثية  فاستدعت المعلمة والدي وأمي  وقالت لهم إن ابنكما ذكي وناقم عن نفسه ويعاني من مشاكل نفسية نتيجة لعدم تقبله  للوضع  فبدا الوالد  يبحث عن طبيب نفسي ليعالجني  ولا أظن إن الطب النفسي ينفعني.
ازداد كرهي للمدرسة وفي السنة الثانية ابتدائي تضاهرت بالعمى لان المعلة ضربتي فبدأت تمثيله استمرت لثلاث أيام فقال الوالد يا ويلا تاه طفل معاق واعمي ماذا افعل؟...
مرت السنون وتعايشت مع مرضي وبدا سلوكي العدواني يفتر وعندما نلت شهادة التعليم الابتدائي تلمست أطراف الدمية الكرتونية فوجدت بها إحساس  فستنطقتهما لماذا لا تقومان بوظيفتكما التي حلقكما الله من اجلها  فخطرت ببالي فكرة إن أصمم آلة ترغم الأرجل الكسالى على المشي  والحمد لله استطعت أن أصممها على الورق ثم أخذت التصميم إلى الحداد دون أن يعلم والدي وعندما جسدت فكرتي كان أمرا واقعا لابد من تقبله وقررت أن امشي بها وكان قرارا جريئا مني ان اذهب بها الى الاكمالية  فكنت اخرج من البيت على الساعة السادسة صباحا كي أصل على الساعة الثامنة صباحا وجسمي يتصبب عرقا في الشتاء البارد....يــــــــــتبع

هناك تعليق واحد:

  1. سأرد على كلامك بكلامك



    يصب الناس الفاشلون جام غضبهم عن الدنيا على ماهم فيه من ظروف اجتماعية هذا هو النجاح في الفشل بينما الناجحون يسعون لتغير ظروفهم بايديهم وهذا هو النجاح في النجاح
    فهنيئا لك بالثانية

    ردحذف